لقد قررت أن أتزوج معك إمرأة أخري قد يكون من غير المتعارف عليه أن يستأذن الرجل أو يسترضي زوجته ليتزوج من أخرى لإنها بالتأكيد سترفض. فالصورة النمطية المتعارف عليها عن تعدد الزواج هي صورة ذلك الرجل الشهواني المتصابي الذي يرغب في فتاة جميلة صغيرة السن ليجد عندها الحب الذي لم يجده عند زوجته الأولى أو أن زوجته الأولى لديها مشكلة مرضية تعوق حياته معها فيذهب مع إمرأة أخرى في علاقة زواج ثانية تاركا زوجته الأولى تندب حظها وترضى مرغمة بواقعها شاكية امرها الي الله إن هذا الزواج الذي يعتمد على الظلم أو الحاجة أو الشهوة لا يمكن أن يكون هو ذاته الزواج الذي جعله الله فطرة في كل البشر, بل هو مجرد سوء إستغلال للسلطة وتهاون في حق الله والبشر وخروج عن الفطرة التي فطر الله الناس عليها. فالرجل الذي لم يجد الحب مع زوجته الأولى لن يجده مع أخرى والذي لم يحترم زوجته الأولى لن يحترم الثانية وبنيان الأسرة في هذه الحالة سيكون بنيانا ضعيفا وهشا ولا يؤدي الإ إلى تشتت الأسر وضعف المجتمع إن الإسرة القائمة على تعددية الزواج تختلف عن تلك الصورة القاتمة إختلافا كبيرا فهي أسرة قائمة على الحب الفطري المبني على العطاء في الدرجة الأولى. وحتي تكون تلك الإسرة فلا بد أن تبداء برضى جميع الأطراف فيها وأن يكون منبع هذا الرضا هو الحب وليس الحاجة أو الشهوة أو عذر ما عند أحد الطرفين. لكن هذا المنطق غير متعارف عليه بل وغير مقبول ربما من كلا الطرفين الرجل والمرأة فالرجل لا يريد تحمل المسؤولية والمرأة لا تريد شريكا لها في زوجها فكيف يمكن أن يكون تعدد الزوجات من الفطرة ولا يملك كل من الرجل والمرأة الجرأة للقبول به كما يجب أن يكون والإجابة ببساطة أن علاقة الزواج في عصرنا هذا تعتمد إعتمادا كليا على المادة كغيرها من العلاقات اللإجتماعية التي شوهها عصر التكنولوجيا والعولمة الذي نعيش فيه. فجيمع علاقات الحب التي تجمعنا مع أولادنا أو ابائنا أو زملائنا في العمل أصبحت تشوهها المادة المحسوسة عدا عن المصلحة (وهذا شر أعظم) فالحب الذي يجمع بين المرأة والرجل في علاقة زواج في هذه الأيام هو حب مادي قائم اساسا على التملك ليس من قبل المرأة فقط كما قد يعتقد البعض بل ومن قبل الرجل أيضا. فالرجل لا يقبل أن يشاركه في زوجته نجاح في عمل أو إنشغال في دراسة أو حتي الأولاد أحيانا تماما كالمرأة التي إن قبلت أن يشاركها مع الرجل عمله ونجاحه –لإنها جزء من طبيعته كرجل- لكن لن تقبل أن تشاركها إمرأة أخري فيه, والسبب في كلا الحالتين أن كلا من الرجل والمرأة يدخلان في علاقة تملك بمجرد زواجهما أكثر منها علاقة حب فهو يمتلكها وحدها وهي تمتلكه وحده إن هذه العلاقة الغريبة التي فرضها علينا عصرنا الحديث لا يمكن أن ترقي بأي حال من الأحوال الي الحب الحقيقي الفطري الذي ساد في عصور سابقة قبل أن تطغي المادة علينا . فلا يمكن أن يقترن الحب بالتملك ويكون اساسا لأسرة ناجحة في نفس الوقت. الحب الخقيقي الذي يبني الأسر ومن ثم المجتمع هو ذلك الحب النابع من الفطرة البشرية والذي يريط بين القلوب لا الأجساد بعلاقة طبيعية تلقائية اساسها العطاء الجميع وتخلو من الأنانية وتكون فيها المادة سبيلا للرقي بالحب أكثر وليست اساسا له عندما غاب هذا الحب وحل مكانه ذلك الحب المادي أصبحت المجتمعات بأكملها تبني على المادة والتملك بإعتبار أن الأسرة وهي العمود الفقري للمجتمعات بنيت اساسا على التملك والأنانية, مما أدي الي زيادة معدلات الطلاق وقل الزواج وكثرت حوادث الإغتصاب وبيع الهوي وتشتت الأسر وإزدادت العنوسة وأصبحنا نتجه بقوة الي الطريق الذي سار فيه رواد العالم الغربي عندما طمسوا الفطرة وأنكروا التعدد رغم أنه جزء من أديانهم وتاريخهم نعم غياب التعدد هو سبب ما نحن عليه في أسرنا الأن والعودة للتعدد هو الحل الأمثل ليعود الحب الحقيقي الي اسرنا.ومن ثم الي مجتمعاتنا فالتعدد يرفع من درجة علاقة الحب بين أفراد الأسرة الي مرتبة العطاء التي تسمو عن ذلك الحب المادي الذي طغي علينا. فالمرأة تعالت على غزيرة التملك لتسمح لإمرأة أخري لتشاركها حب زوجها ويسمح الرجل لزوجته وعن طيب خاطر بأن تنشغل عنه بعمل أو نجاح أو دراسة فيكون لها كيانها المستقل –كما تنادي دائما – بدل أن تنغمس في أعمال البيت وتشكو همها بعد ذلك كما أن علاقة الصداقة التي ستجمع بين الزوجات ستموا بالحب الي مراتب أخري أعلى فتجد كل إمرأة لها أكثر من صديقة تشكو لها همها وتكون أقرب لها من أختها فهي تشاركها في أعظم شئ لديها …في بيتها وأسرتها. فتبني أسرة تعتمد في علاقاتها بين اطرافها على الحب الفطري المعتمد على العطاء للجميع فالحب الخالي من التملك بين الرجل وكل زوجة من زوحاته والصداقة التي تجمع بحب أخوي بين الزوجات سينعكس بلا شك على الأولاد وعلى المحيطين بالأسرة ومن ثم على المجتمع. فتخيلو كمية الحب الحقيقي الذي يوفره تعدد الزوجات لكل اسرة وتخيلوا كيف تكون مجتمعاتنا بعد ذلك………لذلك كانت من الفطرة….. والعودة للفطرة هو الحل قد يعتقد البعض أن هذا أمرا خياليا لا يمكن تطبيقه, لكن الحقيقة أن هناك عشرات الأسر التي خاضت تعددية الزوجات المعتمدة على الحب الحقيقي فكانت أكثر سعادة ونجاحا وإطمئنانا … تصفّح المقالات Previous Postقوة الرجل.. وصبر المرأةNext Postالرجل وحده لا يكفي يونيو 19, 2020 عالم المراة المقبلين على الزواج